واسدلت بصري على الاشياء حولي فوجدت التناقض هو الصوره الحقيقية للحياة ... اينما وجهت وجهي لم اجد صوره اجتماعيه ولا كونية ولا علمية بدون مزج للتناقضات. فالتناقض ظاهره طبيعية قبلتها كل المخلوقات والكائنات وعاشت بها وتعايشت معها إلا كائن واحد وهو الانسان ..لماذا ؟؟
المشكله تكمن في اللهث خلف السلطة والمصالح الشخصية السياسية والاجتماعية ومن لهم اهداف السيطره فقط . هذه هي الحقيقة المؤلمه ... فلا شئ يضرك اذا كنت انا مسلمه او غير مسلمه طالما انت موجود في دينك المنتمي إليه... ولا شئ يضرني اذا كنت انتي منقبه او محجبة او بدون حجاب طالما انا كما اريد سواء بفرض من عقلي او عائلتي او مجتمعي المهم اني افعل ما اظنه صواب... . ولا شئ يعنيني اذا كنت تشرب خمر او تدخن او تأكل لحم خنزير اكرمكم الله طالما انا لا اكله. ولا شئ يزيدك او ينقصك اذا كان فلان اسلامي او علماني او غير ذلك طالما انت تؤمن بما تظنه صحيح . لو تركنا انفسنا لباقه تناقضاتنا مع من حولنا واكتفينا بالنصيحة السلميه لمن نظنه على خطأ دون ضغط مع ترك حريه الاختيار له وعدم الالحاح عليه طالما لا يضر إلا نفسه ولا يمس حقوق الاخرين لكنا عشنا جميعا في سلام.
المشكله الحقيقية في السياسة التى تحتاج العدد لزياده الاصوات الانتخابية وكسب الكراسي للحصول على مواقع مؤثره في اتخاذ القرارات. السياسيون ومن يركضون خلف السلطة يحتاجون للناس كعدد، ولجذب الناس كان لابد من زرع فتن مرجعيتها الانتماءات ليتكتل الناس حولهم ويحققون اهدافهم . فزرعوا الشقاق بإسم النداء الديني، والتظلم ، وطلب النصره ،وبالغوا في عكس مظاهر الاضطهاد لتأجيج قلوب الناس الطيبة فاجبرها على الانفعال والتفاعل للاستفاده من زوبعة الجدال وطرح الوعود وللاسف ساعدناهم نحن بإندفاعنا ظنا منا اننا ننصر قضيه انسانيه او وطنيه او اجتماعيه او دينيه او فكريه فتكتلنا جماعات تنافرت من بعضها البعض وتعصبت لبعضها البعض واخذت تتصيد بلا شعور لبعضها البعض واخذ من نفث سموم الفتنة يحصدون ثمار تأجيج الخلافات وتصعيدها وزياده التعصب والتكتلات او استغلال ضعف الضعفاء وقله حيلتهم وفقرهم في اطلاق الوعود
اخواني اخواتي
التعايش السلمي بين المتناقضات ليس خيال علمي او فكري وانما كل ما يحتاجة وعي حقيقي بأهميه وضرورة الاختلاف وامانه في مراعاه حدود الحريه كي لا تمس حريات الاخرين وادب وحكمة في مواجهه المأججين للفتن لاخماد فتيلها قبل ان تستعر . ورغبة صادقة منا بقبول بعضنا البعض بكل التناقضات التي بيننا واعتبارها تكامل للوحة الله على الارض .
اخواني اخواتي التناقض ينشط الذهن ويفاعل الفكر فلا تنظر الى الجزء الفارغ من الكوب علما ان الكوب لو كان ممتلي لحافته لما استطعنا تحريكة لان محتواه سيكب الى ان يصل لمستوى نتمكن من خلاله من ان نوزن امساكنا وحركتنا به
ولعل من اجمل الاستفسارات التى وردت لطرحي كانت من اخ كريم قال
"اسمحيلي أن اتفق معك ( جزئيا ) فيما تقولين فانا اتفق ان التناقض ظاهره صحية ، واختلف معك في ان هذا لا يعني أنه من الممكن التداخل أو الإندماج ، بل الممكن فقط هو التكامل ، فيستحيل أن نجمع اليل والنهار فوجود أحدهما يمحوا وجود الآخر"
واجيب هنا على المعلق الكريم
علميا في تعاقب الليل والنهار كلا من الشمس والقمر يكونا حاضرين وان القمر يستمد نوره من الشمس فالشمس حاضره في تكوين الطبيعة حتى لو كانت غير ظاهره في اثناء وجود وحضور الليل بل الشمس في ظلمات الليل هي مصدر اناره القمر اي انها موجوده بذاتها ومؤثرة حيوية ايضا ...اذا التناقض الذي تحدثت عنه تناقضات متعايشه مع بعضها البعض في اللحظه ولكن كلا له وقت ظهور
أنت نفسك الكيان الانساني تغضب رغم انك في اوقات اخرى سعيد وتبكي رغم انك في اوقات اخرى تضحك وتتفاعل مع معطيات قد تصرف عنها نظر في اوقات تاليه او سابقة هذه الاختلافات كلها موجوده في ذاتك فهل انت متكامل مع نفسك ام متعايش مع تناقضاتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انظروا الى الدنيا حولكم احبتي ..... في كل ركن فيها لن تجدوا مادة ولا كائن ولا لون منفرد ،وحتى الحيز الذي يضم لون واحد ستجدون لونه الاوحد على درجات مختلفة متأثره بمتناقض التغيرات المحيطة والتى اقربها على سبيل المثال وقوع الضوء على منطقة دون اخرى فيبدو جزء افتح من الاخر او العكس رغم ان كلا المنطقتين في حقيقة الامر من نفس اللون
اخواني اخواتي اوطاننا بحاجة الى وحدتنا على الحب والخير والعطاء ،اوطاننا بحاجة الى تكاثفنا وانكبابنا على العلم والمعرفه وتفعيل افكارنا وعقولنا وقلوبنا ،اوطانا بحاجة الى الاخلاص في العمل والذوق في التعامل والامانه في حقوق الاخرين
فدعونا ننظر بإيجابيه اكثر وواقعيه محببة للامور وليبدأ كلا منا بنفسه اذا اردنا وطننا متحاب راقي نظيف
اسئل الله اني وفقت ان شاء الله وما تأملي هذا إلا عملا بحث الله تعالى في كتابه الكريم
(1)
افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
(2)
"قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدا الخلق ثم الله ينشئ النشاة الاخرة ان الله على كل شيء قدير"
(3)
"اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا اشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا
(4)
وهو الذي انزل من السماء ماء فاخرجنا به نبات كل شيء فاخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من اعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه ان في ذلكم لايات لقوم يؤمنون "
(5)
"قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون "
(6)
"قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدا الخلق ثم الله ينشئ النشاة الاخرة ان الله على كل شيء قدير"
صدق الله العظيم
الاسلام ارتكز على التأمل والتدبر والتفكير
حبي ومودتي
اختكم مروى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق