الحرية
كثيرا ما اثارت ذاتي تلك الكلمه، وتأرجحت بين عقلي وقلبي وحلقت اعالي اعالي خيالي ، ثم غاصت في رشاقه الى اعماق نفسي ، متلاعبه بركضي ومن حولي خلفها.... وكلما ظننا اننا اقتربنا منها تسللت من بن ايدينا كالزئبق وعدنا للبحث عنها من جديد.
الحرية
كثيرا ما تأملتها، وجذبني شموخها ووقارها ، وحاولت تتبع اثارها للعثور على منبعها ، واستشعارها بحواسي المجهرية والمعنوية ،لاقف على معانيها واتلمس حقيقتها وتفاصيلها علني انسج مفهومها وماهيتها فوجدتها ....
الحرية
فراشه هي ، تنقلت بين الادباء والمفكرين والعلماء فألهمتهم عظيم ما ابدعوا واستمدو منها الهامهم ليقدموه نورا للبشرية .
والحرية
صقر استقر شامخ في عبارات الساسه ، فأجلسهم اعالي قمم، وانتزع غيرهم من عروشهم وألقى بهم حثالة الى القاع..
الحرية
شيطان هي فتنت امم وسحبتهم الى حروب ودمار ، فحفرو بإسمها قبورهم واخذوا يقتلون بعضهم البعض في سبيلها.
الحرية
رسول سلام هذبت سلوك بعض ناس عشقوها واستثمرو ايجابياتها فسموا اخلاقيا وتميزو عمن سواهم ونشأ على نهجهم جيل مميز مهذب السلوك والمسلك ، متسع الافق والافاق ، خالي من الامراض النفسيه والاجتماعيه وشبه نظيف من الحقد والحسد والبغضاء والغيبه والنميمه
الحرية
ساحرة هي اظلت ناس عن دينهم ومعتقداتهم وعقيدتهم ، والبست ناس اخرون معتقدات واديان اخرى ، وجردت اخرين من اي معتقد او فكر ديني
الحرية
غيرت مسار التاريخ مرات ومرات ، وغيرت معالم العالم ازمان وازمان ، فأردت امم واعلت امم واعزت شعوب وذلت همم.
الحرية الحرية الحرية ....
الكل يصيح يريدها والكل يناظل من اجلها والكل يحب اويكره إسمها والكل يحلم بإمتلاكها
فما الحريه ؟؟؟؟؟؟؟
اتصدقني ان قلت لك ان الحريه هي احد مفردات كلمة عبوديه ! لا تتعجب
تأمل معي تعرف موسوعه وكبيديا الحرية بأنها " هي حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان و إنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية ، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة ، التخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما ، أو التخلص من الإجبار و الفرض. وتكون بذلك الحرية هي إمكانية الفرد بدون أي جبر أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة.وان مفهوم الحرية يعيين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما".
بينما ذكر موقع الباحث الاسلامي " ان جعل الإسلام "الحرية" حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان، . ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن "الحرية" أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها قال تعالى:((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) واضاف الموقع أن الإنسان مستقل فيما يملكه ويقدر عليه لا يفرض عليه أحد سيطرته، بل يأتي هذه الأمور، راضياً غير مجبر، مختاراً غير مكره".
فهل حقا يوجد فرد في العالم يتخذ قرار دون جبر او ضغط من معطياته الخارجيه سواء بالتعريف المنقول عن الموسوعه وكبيديا او المنقول عن موقع الباحث الاسلامي ؟
ولنتأمل معا
الملوك.... نظن انهم المستحوذون على الحرية ، لا يوقفهم شئ عن الحصول عما يريدون، ولايوجد لغير ارادتهم اي اعتبار، فهل الملوك احرار؟
لا
بل ان كل ملك وكل من له منصب او سلطة ، سجنته الحريه فأصبح عبدا لخوفه عليها وخوفه على امتيازاته فيها وستجده بلا ادراك كبل نفسه بسلوكيات ظن انها ستحقق له ديمومه حريته واحاط نفسه ببروتوكولات تحسب عليه الكلمه والحركة والالتفاته وتمنعه الخصوصيه ، فحرم من المشئ الآمن كباقي الناس ، واخذ يجر اسطول للحمايه على حد ظنه او للقيمه والمظهر الاجتماعي على حد قوله فلم تزده الحريه سوى سجن خوفا على ما لديهم وقيد بأسلاك الحذر والترقب!فهل الملوك وذوي المناصب احرارا"؟
لا
بل ان من اعجب عجائب عبوديه الحريه
ان الدبلوماسيين والسفراء ومن على شاكلتهم مثلا مقيدين في حرياتهم حتى في ارتداء ملابسهم ورغبتهم في التدخين او حتى في رفض او قبول دعوى لندوه او مؤتمر، وممنوعون حتى من التعبير عن رايهم الشخصي في اي شئ لان من شروط عملهم هو الحياديه الظاهره إلا في حال امروا من حكوماتهم بإتخاذ رده فعل محدده تجاه امر محدد اي انهم جردو من ابسط حقوقهم الانسانيه وادنى الدرجات في سلم الحريات المذعوم ، فهل كانوا احرار ام انهم استعبدوا بأسم الحريه في خدمه الواجب السياسي والمصالح الدبلوماسية !!!
و الادهى من ذلك انك تظن جازم انك اذا كنت بمفردك في غرفه مغلقة انك حر. فتظن ان لك ان تفكر فيما تشاء كيفما شئت بكل حريه ، ولكن الحقيقه انك وبعد ان تختار الموضوع الذي تريده لن تستطيع التحليق بحريه لان عقلك سيشترط عليك قاعده بيانات " مبادئ او مفاهيم" لينطلق البناء والتحليق الفكري على اساسها، وليس ادل على ذلك من قصه عباس بن فرناس اول من جرب الطيران رحمه الله فعندما فكر بحريه لماذا هناك كائنات تطير والانسان لا يقوى على الطيران ،أراد قاعده لتحليقه الفكري فتأمل الطيور واوصله عقله بأن ما ينقصه هو الاجنحة فنظم اجنحه كبيره لذراعيه وذهب الى مكان عالي ليلقي بنفسه ظنا منه انه سيطير، اي انه احتاج الى قاعده بيانات ليتبع بها خياله وفكره الحر ...وبالقياس فكل المفكرين والمبدعين والعلماء اسسو انطلاقاتهم على قاعده ومرتكز فبنوا عليها ابتكاراتهم او مستجدات وحقائق علميه جديده بنوا عليها علما مستحدث او رفضو بناء عليها نظريات وعلوم سابقه !!!
وحتى اذا احببت ان تحلق بخيالك بحريه دونما الافصاح عما في سريرتك في امر عاطفي سيشترط عليك عقلك مستوى هذا الخيال ودرجته واسلوب التحليق واختيار ابطاله وهنا انت ايضا لست حر بل مقيد بإيجاد عناصر التخيل وطرح قصة المخيله والسير بالاحداث
اذا حتى خيالك بينك وبين نفسك غير حر بل محكوم بقاعدتك الفكريه وخلفيتك الاجتماعيه وتركيبتك الاخلاقيه وتجاربك الشخصيه
ورصيدك العلمي واهدافك لتبدأ الانطلاق وهذا سيحدد ويرسم اطار وحدود لمسار وابعاد التحليق ...
ولو فكرت بينك وبين نفسك ان لا شئ اسمه الله فأول ما سيتبع هذه المقوله في ذهنك هو احد امرين اما... كيف يكون كل هذا الكون البديع الدقيق التصميم والتنظيم والمتعدد الخلق ولا يكون له خالق بل ان لهذا الكون خالق كريم هو الله . او ان تقول.... انا لا ارى الله فكيف اعتبر ما لا اراه موجود ويتحكم في ويفرض عليه سلوكيات ونمط حياه امام هذا التطور المذهل في التكنولوجيا والصناعه. حتى هذه الفكره المجرده التي هي بينك وبين ذاتك استحضرت فيها منطقك الشخصي لتبني عليها قبولك لوجود الله او رفضك .
وخلاصة القول وببساطة انك لست حر .
ولا شئ اسمه حريه ، وان الحريه هي احد انواع العبوديه المقرونه بحدود واطر محدده وان ما يسعى اليه المنادون والمطالبون بالحريه انما هم يطالبون بمساحة اوسع لاطار الحريه الممنوحه والتى تختلف من مكان الى اخر وتتأثر بعوامل متعدده
ولكي تكون الحريه ذات قيمه ومثمره لابد ان تكون وسيله وليست غايه لانها اذا كانت وسيله افادت ، واذا اصبحت غايه بالغ صاحبها في المطالبه بإتساع اطرها ولم يكتفي بما يحصل عليه منها مهما اتسعت المساحة الى ان تظل عقله عن الصواب.
وأبسط الامور واجلها سجن روحك في جسدك ...لو مارست ما تدعيه حقك الحر في انتزاع احدهما عن الاخركان لك هذا ولكنك بهذا الاستخدام الحر ستفقد حياتك ولن تكون لك القدره على اعاده نفسك للحياة ، لانك وببساطة عبدا لقوانيين الطبيعه التى لا تعطيك حياتك الدنيا إلا مره واحده .
وبعد هذا الاستعراض لحقيقة الحريه التي هي في الاصل احد انواع العبوديه فلماذا اذا نعيب على الاسلام قوله إننا عباد الله، ولماذا نعجز عن الرد على المشككين في الاسلام ونقف مذهولين امام قولهم ان الاسلام اهان كرامه الانسان ان ناداه عبد لله ،ونسينا قول الله عز وجل "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" فهل توجد مساحة حرية اكثر اتساع من هذه المساحة الممنوحة في كلام الله .
الاجابه ببساطه لان الحريه في الاتباع هي عبوديه فكرنا لنا وبناء على هذه العبودية يكون اختيارنا لعبادة الله عز وجل او الكفر به
فإذا كان استعباد فكرنا لنا اوصلنا للصراط المستقيم عبدنا الله مخلصين له الدين بإختيارنا ومكبلين انفسنا بأنفسنا بأحكام وقوانيين وتشريعات الله راضين بأوامره ونواهييه ومقيدين انفسنا بما استوجب رضاه سبحانه وتعالى بإراده حره كامله
واذا كان استعباد فكرنا لنا اوصلنا للكفر بالله وليعاذ بالله عبدنا الله بالجحود والنكران ورفضنا اوامره ونواهيية وكفرنا به برغبتنا بإراده حره كامله .
فحريتنا في عباده الله مسلمين وغير مسلمين هي عبوديتنا لفكرنا اولا الذي استوجب طريقه عبادتنا له سبحانه وتعالى
الحريه وسيلة وليست غايه
الحريه اداة وليست طموح
الحرية وجه للعبودية
حبي ومودتي
اختكم مروى...من مفكرتي القديمة
كثيرا ما اثارت ذاتي تلك الكلمه، وتأرجحت بين عقلي وقلبي وحلقت اعالي اعالي خيالي ، ثم غاصت في رشاقه الى اعماق نفسي ، متلاعبه بركضي ومن حولي خلفها.... وكلما ظننا اننا اقتربنا منها تسللت من بن ايدينا كالزئبق وعدنا للبحث عنها من جديد.
الحرية
كثيرا ما تأملتها، وجذبني شموخها ووقارها ، وحاولت تتبع اثارها للعثور على منبعها ، واستشعارها بحواسي المجهرية والمعنوية ،لاقف على معانيها واتلمس حقيقتها وتفاصيلها علني انسج مفهومها وماهيتها فوجدتها ....
الحرية
فراشه هي ، تنقلت بين الادباء والمفكرين والعلماء فألهمتهم عظيم ما ابدعوا واستمدو منها الهامهم ليقدموه نورا للبشرية .
والحرية
صقر استقر شامخ في عبارات الساسه ، فأجلسهم اعالي قمم، وانتزع غيرهم من عروشهم وألقى بهم حثالة الى القاع..
الحرية
شيطان هي فتنت امم وسحبتهم الى حروب ودمار ، فحفرو بإسمها قبورهم واخذوا يقتلون بعضهم البعض في سبيلها.
الحرية
رسول سلام هذبت سلوك بعض ناس عشقوها واستثمرو ايجابياتها فسموا اخلاقيا وتميزو عمن سواهم ونشأ على نهجهم جيل مميز مهذب السلوك والمسلك ، متسع الافق والافاق ، خالي من الامراض النفسيه والاجتماعيه وشبه نظيف من الحقد والحسد والبغضاء والغيبه والنميمه
الحرية
ساحرة هي اظلت ناس عن دينهم ومعتقداتهم وعقيدتهم ، والبست ناس اخرون معتقدات واديان اخرى ، وجردت اخرين من اي معتقد او فكر ديني
الحرية
غيرت مسار التاريخ مرات ومرات ، وغيرت معالم العالم ازمان وازمان ، فأردت امم واعلت امم واعزت شعوب وذلت همم.
الحرية الحرية الحرية ....
الكل يصيح يريدها والكل يناظل من اجلها والكل يحب اويكره إسمها والكل يحلم بإمتلاكها
فما الحريه ؟؟؟؟؟؟؟
اتصدقني ان قلت لك ان الحريه هي احد مفردات كلمة عبوديه ! لا تتعجب
تأمل معي تعرف موسوعه وكبيديا الحرية بأنها " هي حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان و إنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية ، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة ، التخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما ، أو التخلص من الإجبار و الفرض. وتكون بذلك الحرية هي إمكانية الفرد بدون أي جبر أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة.وان مفهوم الحرية يعيين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما".
بينما ذكر موقع الباحث الاسلامي " ان جعل الإسلام "الحرية" حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان، . ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن "الحرية" أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها قال تعالى:((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) واضاف الموقع أن الإنسان مستقل فيما يملكه ويقدر عليه لا يفرض عليه أحد سيطرته، بل يأتي هذه الأمور، راضياً غير مجبر، مختاراً غير مكره".
فهل حقا يوجد فرد في العالم يتخذ قرار دون جبر او ضغط من معطياته الخارجيه سواء بالتعريف المنقول عن الموسوعه وكبيديا او المنقول عن موقع الباحث الاسلامي ؟
ولنتأمل معا
الملوك.... نظن انهم المستحوذون على الحرية ، لا يوقفهم شئ عن الحصول عما يريدون، ولايوجد لغير ارادتهم اي اعتبار، فهل الملوك احرار؟
لا
بل ان كل ملك وكل من له منصب او سلطة ، سجنته الحريه فأصبح عبدا لخوفه عليها وخوفه على امتيازاته فيها وستجده بلا ادراك كبل نفسه بسلوكيات ظن انها ستحقق له ديمومه حريته واحاط نفسه ببروتوكولات تحسب عليه الكلمه والحركة والالتفاته وتمنعه الخصوصيه ، فحرم من المشئ الآمن كباقي الناس ، واخذ يجر اسطول للحمايه على حد ظنه او للقيمه والمظهر الاجتماعي على حد قوله فلم تزده الحريه سوى سجن خوفا على ما لديهم وقيد بأسلاك الحذر والترقب!فهل الملوك وذوي المناصب احرارا"؟
لا
بل ان من اعجب عجائب عبوديه الحريه
ان الدبلوماسيين والسفراء ومن على شاكلتهم مثلا مقيدين في حرياتهم حتى في ارتداء ملابسهم ورغبتهم في التدخين او حتى في رفض او قبول دعوى لندوه او مؤتمر، وممنوعون حتى من التعبير عن رايهم الشخصي في اي شئ لان من شروط عملهم هو الحياديه الظاهره إلا في حال امروا من حكوماتهم بإتخاذ رده فعل محدده تجاه امر محدد اي انهم جردو من ابسط حقوقهم الانسانيه وادنى الدرجات في سلم الحريات المذعوم ، فهل كانوا احرار ام انهم استعبدوا بأسم الحريه في خدمه الواجب السياسي والمصالح الدبلوماسية !!!
و الادهى من ذلك انك تظن جازم انك اذا كنت بمفردك في غرفه مغلقة انك حر. فتظن ان لك ان تفكر فيما تشاء كيفما شئت بكل حريه ، ولكن الحقيقه انك وبعد ان تختار الموضوع الذي تريده لن تستطيع التحليق بحريه لان عقلك سيشترط عليك قاعده بيانات " مبادئ او مفاهيم" لينطلق البناء والتحليق الفكري على اساسها، وليس ادل على ذلك من قصه عباس بن فرناس اول من جرب الطيران رحمه الله فعندما فكر بحريه لماذا هناك كائنات تطير والانسان لا يقوى على الطيران ،أراد قاعده لتحليقه الفكري فتأمل الطيور واوصله عقله بأن ما ينقصه هو الاجنحة فنظم اجنحه كبيره لذراعيه وذهب الى مكان عالي ليلقي بنفسه ظنا منه انه سيطير، اي انه احتاج الى قاعده بيانات ليتبع بها خياله وفكره الحر ...وبالقياس فكل المفكرين والمبدعين والعلماء اسسو انطلاقاتهم على قاعده ومرتكز فبنوا عليها ابتكاراتهم او مستجدات وحقائق علميه جديده بنوا عليها علما مستحدث او رفضو بناء عليها نظريات وعلوم سابقه !!!
وحتى اذا احببت ان تحلق بخيالك بحريه دونما الافصاح عما في سريرتك في امر عاطفي سيشترط عليك عقلك مستوى هذا الخيال ودرجته واسلوب التحليق واختيار ابطاله وهنا انت ايضا لست حر بل مقيد بإيجاد عناصر التخيل وطرح قصة المخيله والسير بالاحداث
اذا حتى خيالك بينك وبين نفسك غير حر بل محكوم بقاعدتك الفكريه وخلفيتك الاجتماعيه وتركيبتك الاخلاقيه وتجاربك الشخصيه
ورصيدك العلمي واهدافك لتبدأ الانطلاق وهذا سيحدد ويرسم اطار وحدود لمسار وابعاد التحليق ...
ولو فكرت بينك وبين نفسك ان لا شئ اسمه الله فأول ما سيتبع هذه المقوله في ذهنك هو احد امرين اما... كيف يكون كل هذا الكون البديع الدقيق التصميم والتنظيم والمتعدد الخلق ولا يكون له خالق بل ان لهذا الكون خالق كريم هو الله . او ان تقول.... انا لا ارى الله فكيف اعتبر ما لا اراه موجود ويتحكم في ويفرض عليه سلوكيات ونمط حياه امام هذا التطور المذهل في التكنولوجيا والصناعه. حتى هذه الفكره المجرده التي هي بينك وبين ذاتك استحضرت فيها منطقك الشخصي لتبني عليها قبولك لوجود الله او رفضك .
وخلاصة القول وببساطة انك لست حر .
ولا شئ اسمه حريه ، وان الحريه هي احد انواع العبوديه المقرونه بحدود واطر محدده وان ما يسعى اليه المنادون والمطالبون بالحريه انما هم يطالبون بمساحة اوسع لاطار الحريه الممنوحه والتى تختلف من مكان الى اخر وتتأثر بعوامل متعدده
ولكي تكون الحريه ذات قيمه ومثمره لابد ان تكون وسيله وليست غايه لانها اذا كانت وسيله افادت ، واذا اصبحت غايه بالغ صاحبها في المطالبه بإتساع اطرها ولم يكتفي بما يحصل عليه منها مهما اتسعت المساحة الى ان تظل عقله عن الصواب.
وأبسط الامور واجلها سجن روحك في جسدك ...لو مارست ما تدعيه حقك الحر في انتزاع احدهما عن الاخركان لك هذا ولكنك بهذا الاستخدام الحر ستفقد حياتك ولن تكون لك القدره على اعاده نفسك للحياة ، لانك وببساطة عبدا لقوانيين الطبيعه التى لا تعطيك حياتك الدنيا إلا مره واحده .
وبعد هذا الاستعراض لحقيقة الحريه التي هي في الاصل احد انواع العبوديه فلماذا اذا نعيب على الاسلام قوله إننا عباد الله، ولماذا نعجز عن الرد على المشككين في الاسلام ونقف مذهولين امام قولهم ان الاسلام اهان كرامه الانسان ان ناداه عبد لله ،ونسينا قول الله عز وجل "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" فهل توجد مساحة حرية اكثر اتساع من هذه المساحة الممنوحة في كلام الله .
الاجابه ببساطه لان الحريه في الاتباع هي عبوديه فكرنا لنا وبناء على هذه العبودية يكون اختيارنا لعبادة الله عز وجل او الكفر به
فإذا كان استعباد فكرنا لنا اوصلنا للصراط المستقيم عبدنا الله مخلصين له الدين بإختيارنا ومكبلين انفسنا بأنفسنا بأحكام وقوانيين وتشريعات الله راضين بأوامره ونواهييه ومقيدين انفسنا بما استوجب رضاه سبحانه وتعالى بإراده حره كامله
واذا كان استعباد فكرنا لنا اوصلنا للكفر بالله وليعاذ بالله عبدنا الله بالجحود والنكران ورفضنا اوامره ونواهيية وكفرنا به برغبتنا بإراده حره كامله .
فحريتنا في عباده الله مسلمين وغير مسلمين هي عبوديتنا لفكرنا اولا الذي استوجب طريقه عبادتنا له سبحانه وتعالى
الحريه وسيلة وليست غايه
الحريه اداة وليست طموح
الحرية وجه للعبودية
حبي ومودتي
اختكم مروى...من مفكرتي القديمة
Well done Miss.Marwa
ردحذفRegards, Samad
خالص الشكر على المداخلة :)
ردحذفوصف جميل جداً أختي مروة جزاك الله عنا خيراً
ردحذفمقالة رائعه مليئه بفلسفة فكريه وعقل حالم يحلق فى سماء المعرفه والتطلع واضيف سيدتى الاتى..الحريه وسيلة وليست غايه
ردحذفالحريه اداة وليست طموح
الحرية هي الوجة الاخر للعبودية .الحرية طموح حتى تتحقق وحينزاك تصبح اداة..لم تلد الحريه الا اذا وجدة العبوديه..الحريه غايه لمن لا يستطيع تحقيقها..مقالتك تدفع العقل للعمل والانتاج المثمر ..اختى مروه من لم يعرفك يجهلك انتى مثال جيد يحتزا به وفقك الله دائما
قال تعالى ((ماكان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم))
ردحذف