بين قلب وروح وجسد:

 إذا كنا أتينا الحياة في لذه يعقبها ألم !!!! ...

وسنخرج منها في ألم يعقبه سكون في قبر!!! .....

فلمَ نلوم القلب على لوعته للروح ؟! .. إذا كانت الروح تعشق لوعة قلبها!!.

 

ومتى كانت كل سلامة للروح سلامة للقلب والجسد، فالمفاهيم والنتائج نسبية تبعاً للمعطيات في رأيي المتواضع الذي أكد لي أن الخطأ المتكرر للحب بين رجل وامرأة هو إخراج العقل من ملحمة الإحساس هذه، والظن أن وجود العقل يعرقل انسياب المشاعر، رغم أن وجود العقل هو انسياب ناعم لمشاعر أكثر تنوع في لوحة مكتملة المعاني وغير محدودة المفاهيم.

 

وهذا ما أراده الله في "ظني" وميزه في تشريعه للحياة بين لذة وألم مكابحمها العقل في حــــــــــــلال وحـــــــــــرام، لنتعلم:

- متى يكون الألم والعذاب في قطع المتعة وبترها، هو قمه المتعة ..... بل لذة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... لذة في المقاومة والتحدي رغم كل إقبال ورغبة النفس والقلب والروح والجسد واستصراخ الطرف المقابل، إنها لـــذه الشموخ عن كل الرغبات والتمسك بقسوة وألم منع النفس ... والإدبار بها إلى رغبة الله، كي تكون فقط كما يريدك الله أن تكون ....

 

إنها لـــذة الجمود أمام قلب يحترق وروح تحترق ونفس تحترق وجسد يحترق وشريك يحترق يستصرخك، ولكنك أنت لا تسمع ولا ترى إلا برد وسلامة في رضى الله رغم كل البراكين المنفجرة في داخلك ومن حولك، لـــــــــذة الحرية من استعباد الغرائز والرغبات والحاجات وأنت شامخ لست معبود لها بل كلهم عبيدك.

- ومتى يكون الألـــم والعــــذاب في روعة الأخذ والسماح لانسياب المشاعر وانسدالها على أحاسيسك وجسدك وأنت تتذوقها وتستكشفها وتستشعر نفسك فيها وبها، بل وتتفاعل معها وتبتكر أحاسيس جديدة تكون ألذ مذاق وأعمق إبحار وغوص بين قلبك وروحك وجسدك ونداء الطرف المقابل .... واستسلامك لاستجابتك.

إنها لذة الاستسلام للسكينة وإشباع الاحتياج في شريك حـــــــــــــــــــــــــلال.

وأنا عن نفسي لا أعد الشاعر والمبحر في خواطره برومانسية بشاعر، طالما أراد لكل لوحة شعرية امرأة جديدة تلهمه التعابير والأحداث والأحاسيس، فهذا شيء طبيعي وعادي، أن يبحث ويستخدم نموذج امرأة أو العكس في شحن خزائنه النفسية والفكرية والحسية ليبدع؛ لكنه في حقيقة الأمر عقيم وعاجز عن استخراج ابداع من ذاته فهو بدون امرأة جديدة أو العكس لا يأتي بشعر جديد ولا يكون إنساناً جديداً.

الشاعر الحقيقي هو من يرى في امرأة واحد مشاعره المختلفة، ويجسّد من كل ملمح في حياته معها لوحه شعرية وقراءة جديدة كلها فن وإبداع.

 

هذا هو التميز الغير المألوف والتحدي والانفراد عن كل شعراء العالم "كيف تقرأ مشاعرك وعواطفك وأحاسيسك من ذاتك من دون استجلاب أحاسيس لتصبح مصوغاتك الشعريه عالة عليها.

وإني ما زلت أتذكر عندما كنت صغيرة ... كنت أظن أن حال الناس لا ينطبق على كثير من أصول الدين، وكأن الدين في وادٍ والحياة في وادٍ آخر .... ولكني بفضل الله مع الوقت فهمت السمو الحقيقي للمشاعر وفن قراءه العواطف والإحساس المرهف الذي تحدث عنه الله عز وجل والرومانسية الحقة التي جسدها سبحانه وتعالى بين الحلال والحرام.

تعلمت كيف تقوى على أن تسبح بمشاعرك وتغوص بها بين إقبال وإدبار فيما هو حلال وحرام،

وكيف تتذوق مشاعرك ومتطلباتك الحسية والنفسية والفكرية والجسدية وتعيش كل أحاسيسك مع زوج واحد يغنيك بالحلال مع الله.

 

حبي ومودتي

أختكم مروى